كنت في أحد المؤتمرات في أحد مناطق المملكة وكان المنظمين في كامل الروعة من التنسيق والتنظيم, بدأً من الاستقبال في المطار والتوصيل إلى الفندق وصولاً إلى إدارة المؤتمر بكامل تفاصيله الدقيقة. وفي نهاية المؤتمر كما هو المعتاد في مثل هذه المناسبات تم التكريم والختام. كانت رحلتي في صباح اليوم التالي بحكم الحجوزات. بعد الحفل قمت بأخذ جولة في أرجاء البلد خصوصاً أنها كانت لي فترة طويلة لم أزر فيه هذا البلد. تجولت في أرجائه وشاهدت ما تطور منه وما هو متوقع أن يأتيه في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى وتمنيت له مزيداً من التقدم. وأنا أسبح في أفكاري هذه, إذ جائني إتصال على هاتفي النقال, وكان الاتصال من العلاقات العامة في الجهة المنظمة, يفيد فيه بأن حجزي بالفندق إنتهى وأنه يجب علي إخراج أغراضي من الغرفة أو يجب علي التجديد من حسابي الخاص. تفاجأت بالاتصال خصوصاً أن الجهة المنظمة لديها مواعيد قدومي ومغادرتي ولم يذكروا لي هذا التفصيل الصغير المهم من البداية! ولماذا تم تأجيل إخباري بذلك لاخر لحظة؟ ولماذا لم يتم اخباري لحظة وصولي. حتى أتمكن من تجهيز وضعي من حجز وخلافة. تواصلنا مع المنظمين وتم حل المسألة ولله الحمد (وكانت المسألة عدم تواصل بين الجهات المختلفة).
بيت القصيد هو أن الشخص الذي كان حاضراً وقت هذا المشهد, كان دائماً يعترض ويتأسف من سوء التواصل وأنه لا علاقة له بذلك ودائماً يكرر أنتم ضيوفنا. كان هذا الشخص مسؤلاً عن التنقلات وكانت رحلتي فجراً. فقلت له بعد الذي حصل, هل ستكون موجوداً لحظة انتقالي للمطار أم أجد لنفسي وسيلة أخرى. أكد لي مراراً وتكراراً أنه سيكون متواجداً لحظة مغادرتي للمطار. ذهبت إلى غرفتي قرير العين متأكداً أن وسيلة النقل ستكون موجودة لحظة المغادرة. وقت الفجر عندما حزمت أغراضي وقمت بتسجيل الخروج من الفندق, ذهبت لموقع هذا الشخص لأجده فارغاً, وقمت بالتواصل معه, وإذا به لا يرد على مكالماتي. كان الوقت في تلك اللحظة وقت صلاة الفجر وفيه متسع من الوقت, فذهبت لأداء الصلاة على أمل أن يجد هذا الشخص إتصالي ويرد عليه. بعد الصلاة قلبت جوالي يميناً وشمالاً أملاً وغير مصدقاً مما حصل. عندها فتحت أحد تطبيقات الجوال الخاصة بالنقل فكانت المفاجأة أني لم أجد سيارات متاحة! حيث أن الوقت لازال باكراً. فما كان مني إلا “الزبن” بجماعة المسجد حيث كان أحدهم خارجاً منه. فشرحت له وضعي وبينت له حالتي. فما كان منه إلا “الفزعة” وايصالي للمطار بسيارته الخاصة مشكوراً. ولله الحمد تمكنت من الوصول للمطار بالوقت المناسب.
تساؤلي هو هذا الشخص الذي كان يعتذر نيابة عن المؤسسة وأخطائها لمَا وصل الأمر إليه أهمله! وكان يقول ويؤكد أنتم ضيوفي. فلو كنا فعلاً ضيوفه كما يقول, لما تركنا عند الحاجة أو على أقل تقدير يخبرنا أنه لن يأتي لنرتب أمورنا. لماذا لا يتعامل مع المؤسسة التي يتبعها كما يتعامل مع “ضيوفه”. أبسط الأمور (الوصول للمطار) المفترض أن تكون متاحة بكل السبل على أقلها الفندق. فلولا فضل الله ورحمته, ثم وقت صلاة الفجر ثم فزعة هذا الرجل الشهم , لكنت متأكداً تماماً أن الرحلة هذه ستفوت علي! هنا المشكلة هل يجب أن ندبر أمورنا كلها؟ أنا كلي أمل بأن هذا الوضع سيتغر بإذن الله للأفضل.