المملكة العربية السعودية دولة كبيرة وشاسعة ومترامية الأطراف. وشبكة الطرق التي تربط بين المدن والمناطق من أكبر شبكات الطرق في العالم فهي تربط شمال المملكة بجنوبها وشرقها بغربها. كما عنيت الدولة بتوفير الخدمات الآزمة لعابري هذه الطرق من أمن الطرق والهلال الأحمر وتغطية الشبكة ومحطات الوقود والمساجد وخلافه. و في هذا المقال نخصص الحديث عن محطات الوقود على الخطوط السريعة. هذه المحطات تقدم خدمات لعابري هذه الطرق منها ما هو ضروري كالبنزين والديزل والبقالة والمسجد ودورات المياه (أكرمكم الله). ومنها ما هو كمالي كالمطاعم والبوفيهات والسكن و الورش والمواقف وغيرها. لن نتكلم عن توفير الخدمة فمعظم المحطات توفر هذه الخدمات ولكن سنتكلم عن جودة الخدمة. ففي الغالب خدمة البقالة وخدمة الوقود هي من الخدمات التي تجدها دائماً ذات جودة عالية. أما دورات المياه والمساجد والخدمات الأخرى تجد الجودة فيها أقل. وقد أعزوا هذا إلى المنافسة الشديدة على المحطات. حيث تجد في بداية الخطوط السريعة الكثير من المحطات. وهذا يجعل المنافسة قوية مما يعرض لاحتمالية توقف المحطة في أي وقت وعدم رغبة الزبائن بالذهاب إليها. وهناك الكثير من المحطات التي توقفت فعلياً عن الخدمة. المحطات من الأشياء المهمة لعابري الطريق مما تسهل تجربة الطريق. قد يكون توزيعها على الخط السريع أفضل من فتح الكثير منها بجانب بعضها البعض. فمثلاً يقنن إصدار التصاريح بحيث تبعد كل محطة عن الأخرى مسافة تصل إلى 50 كلم أو 100 كلم حسب ما هو مناسب. وأيضاً تكون الارض التي تقام عليها المحطة مملوكة لوزارة النقل حيث أنها هي المسؤولة عن الخطوط السريعة. ويمكن وضع إشتراطات معينة على هذه المحطات مثل المخطط والصيانة والجودة في العمل. فإذا تم الاخلال في أحد هذه البنود يتم سحب الرخصة وإعطائها لشخص آخر. كما يمكن وضع مواقف مخصصة لسيارات النقل الكبيرة (التريلات) مجهزة لهم. وأيضاً توضع كاميرات مراقبة فيها. إدارة هذه المنشآت قد يكون من خلال الشركات وهذا أفضل. وأما إن تعذر ذلك فيمكن إدارتها بشكل موزع فمثلاً العقار يدار من مكتب عقار والبقالة من شخص آخر والوقود وهكذا.
من الأشياء التي يكاد يجمع عليها الكثير من مرتادي الطرق السريعة هو سوء الخدمة في دورات المياه التي غالباً ما تكون مهملة الصيانة أو غير نظيفة وكذلك المساجد التي تكون فرشاتها قديمة جداً وبالية. أتفهم عدم الحرص على صيانة مثل هذه المرافق حيث أنها لا تدر مكاسب مباشرة ولكن إذا كانت الرخصة مرتبطة بصيانة مثل هذه المرافق فعندها يختلف الأمر. كما أن تقليل المنافسة (تقسيم الربح) يشجع على التطوير حيث أنها مرتبطة إرتباط مباشرة بالرخصة. حتى أنه يمكن للوزارة وضع إشتراطات إخرى حسب ما تراه مناسباً. كما أظن أن أصحاب المحطات حريصون جداً على جودة الخدمة لديهم وما يحتاجومه هة توجيه لعملية تجويدها. وأيضاً يمكن لهذه المحطات خلق فرص عمل وظيفية مناسبة حيث أن مرتادي الطرق السريعة يكادون يقاربون في بعض الأحيان سكان بعض المدن.
من أفضل المحطات التي شاهدتها على الخطوط السريعة هي محطة أدنوك في الإمارات العربية المتحدة الموجودة في طريق أبوظبي الغويفات السريع الرابط بين منفذ البطحاء ومفرق أبوظبي حسب الصورة في الأسفل.