تقريباً في عام 1396هجرية إنطلقت رحلة حج من أوثال إلى الديار المقدسة في مكة المكرمة. وكانت هذه الرحلة تشمل 19 نفراً. وكان قائد الحملة ومنظمها هو قائد السيارة والتي كانت عبارة عن فورد حوض أحمر مركب عليه شراع فوق الحوض ويوجد أعلى التندة (الغمارة) سلة تحمل الأغراض (العجلة) التي يسهل استخراجها عند الحاجة. وكان عدد النساء في هذه الرحلة 8 نساء بينما الرجال كانوا 11 رجلاً. وكانت خطة الرحلة من أوثال إلى الطائف ثم مكة بعدها أداء مناسك الحج. وكان خط العودة من مكة ثم المدينة بعدها العودة إلى أوثال. أما عن الأكل والشرب والنوم في الرحلة فكانوا يأخذون أغراض الطبخ كاملة معهم وكان هناك شخص متعهد بالطبخ والجميع يساعده. فكان مسيرهم من بعد صلاة الفجر بعد الإفطار إلى أن يكون وقت الضحى ثم يبحثون عن أماكن الظل إما شجرة سدر أوغيرها مما يتقون به أشعة الشمس الحارة حيث يقومون بطبخ وجبة الغداء. ثم من بعد الظهيرة تنطلق الرحلة مرة أخرى إلى قبيل المغرب حيث يتم التوقف ومن ثم بناء الخيمة والبحث عن الحطب وإعداد وجبة العشاء ومن بعدها النوم في الهواء الطلق للاستعداد لليوم التالي. أما عن مقاعد الرحلة فكان الذين يركبون بجانب السواق (قائد المركبة) فهم من يدفع مبلغاً أعلى من غيرهم. حيث أنهم يتمتعون بالجلوس على مرتبة السيارة المريحة. أما البقية فكانوا يجلسون في الحوض على أمتعتهم من غير مكيفات وإنما الهواء الطلق. علماً أنه في تلك الفترة لم تكن الطرق معبدة بالكامل فأغلب الطرق كانت عبارة عن طرق صحراوية (عبارة عن أثر – ممر- السيارات على الأرض ويتبعون هذا الأثر). وكان من القليل أن تتقابل سيارتان تسيران معاً في نفس الاتجاه. وإنما تعبر السيارات السالكة للطريق من فترة لأخرى. الجدير بالذكر أن الرحلة كانت تستغرق قرابة الأربع أيام, يومان في الذهاب ويومان في العودة.
ومن القصص التي حصلت لهم:
أن السيارة تعطلت في طريق العودة تقريباً في عقلة الصقور. وما حصل هو أن الدفرنس الخلفي للسيارة تعطل. مما ترتب عليه أن يذهب صاحب المركبة لاحضار قطع الغيار من بريدة وإصلاح السيارة في مكانها. ومن الجدير بالذكر أن الناس في ذلك الزمان كان لا بد لهم من معرفة الكثير من عمليات إصلاح السيارات لأن الورش لم تكن منتشرة بكثرة مثل يومنا هذا. فما كان من صاحب الحملة إلا أن انتظر الحجاج العائدين للقصيم فركب مع أحدهم للعودة إلى بريدة لاحضار قطع الغيار المطلوبة. لكنه لم يصل إلا متأخراً مما جعله يبيت ليلته تلك في أوثال ومن ثم العودة للحملة من الغد. فما كان من الحجاج إلا أن باتوا ليلتهم تلك بجانب السيارة. ولم تكن هناك أية وسيلة يمكن التواصل بها بين صاحب السيارة والركاب حيث لم تكن الجوالات موجودة في ذلك الوقت. بعدها تم اصلاح السيارة ومن ثم العودة إلى أوثال.
وأيضاً في طريق الطائف كان الرجال يمشون بجانب السيارة وذلك لمواساة الطريق أو وضع أحجار في الحفر على الطريق أوإبعاد الأحجار التي قد تعطل سير المركبة حيث أن جزء من طريق الطائف كان يتميز بالوعورة.
وكان من ضمن النساء الآتي حججن إمرأة كانت حاملاً في شهرها الثالث.