بردية طريق القصيم حائل السريع

      Comments Off on
بردية طريق القصيم حائل السريع

في عصر يوم الخميس كنت متجهاً من حائل إلى القصيم. كانت الأحوال الجوية في ذلك اليوم متجهة إلى وجود تشكل لسحب ركامية ممطرة وذلك في فصل الربيع من شهر أبريل (4). الذي يقول عنه الدكتور عبد الله المسند من أكثر الأشهر تقلباً. حيث كنت أتابع البرامج المناخية التي تعطي توقعات مناخية. المهم كانت الرحلة جميلة بجو بديع في البداية. وفي منتصف الرحلة بدأت تلوح بالأفق غمامة سوداء كنت متوقع أنها سحابية ماطرة غزيرة. ولكن للأسف كانت هذه السحابة بخلاف ذلك. وبمجرد إقترابي منها وإذا بي أسمع أصوات إرتطامات كأنها حصى ترتطم بسيارتي. عندها علمت أن هذه السحابة تحمل معها البرد. فما كان من السيارات التي على الطريق إلا النزول عن الطريق السريع ومحاولة الاختباء عن هذا البرد. ولكن للأسف لم يكن هناك أي ملجأ يمكن الذهاب إليه مثل جسر (كبري) أو محطات وقود. عندها تذكرت مواقف استراحة للخطوط السريعة ممرت به قبل برهة وكان فيه عدد من الشاحنات (التريلات) واقفات. فما كان مني إلا الذهاب إليها ومحاولة الاحتماء بها عن البرد. علماً أنها لم تكن تفي بالغرض (وهذا ما حصل) إلا أنها أفضل من البقاء مكشوفاً. وما هي إلا لحظات وبدأ البرد بالتساقط وكان سريعاً وقوياً. أدى إلى انكسار جزء من الشاشة الأمامية وضربات متفرقة على جسم السيارة. استمر البرد مدة نصف ساعة تصاقط خلالها برد كثيف. وكان خلفي شخص مع عائلته محتمي مثلي خلف الشاحنة. المهم ما لبث البرد بالهدوء حتى بدأت الأمطار بالتساقط وبحسب معرفتي المتواضعه, أنه عند سقوط المطر لا يأتي البرد مرة أخرى. عندها توجهت بسيارتي إلى الخط السريع وانطلقت إلى وجهتي. كانت هذه النصف ساعة كفيلة بأن تجعل مسيري بالخط السريع المتبقي سيئاً لو كانت أحد النوافذ أو الزجاج الأمامي مكسوراً. ولكن ولله الحمد والمنه لم يكن ذلك.

حسب معلومات المتواضعه أن البرد يمكن مشاهدته ومتابعته من قبل الأقمار الصناعية. والإنذار المبكر كان من الممكن أن ينبه إلى وجود هذه الحالة. فلو علم السائقون على الخط السريع بهذه الحالة للجأو إلى مكان فيه مأوى مدة النصف ساعة حتى تنقضي ومن ثم يواصلون المسير. كان من الممكن أن تنبه هيئة الأرصاد وبالتنسيق مع أمن الطرق بتنبيه قائدي المركبات على الخطوط السريعة من خطر الأحوال الجوية كما تفعل هيئة الأرصاد بالتنسيق مع الدفاع المدني بالتنبيه حول تعليق الدراسة. أو حتى إرسال رسائل نصية تحذيرية لمن يتواجدون في أماكن معينة معرضة لتقلبات المناخية. أو إرسال تنبيه عبر تطبيقاتهم المتواجدة على الهواتف الذكية. كان من الممكن تفادي مثل هذه الحالة وغيرها من الحالات ببعض التنبيهات. إذا لم يلتزم الناس بهذه التنبيهات فهي مسؤليتهم. ولكن قليل من المعرفة كان من الممكن أن يقلب الوضع.