في زمن ماض في الجزيرة العربية يقول أحد الأشخاص يروي عن أحدهم. يقول كنت ماشياً على قدمي لوحدي خارج القرية مسافة بعيدة عن الناس وإذ بي بثلاثة نفر مقبلين نحوي. كنت متوجساً منهم ولكن لا مناص من قبضتهم. فلما اقتربوا مني كتفوني وربطوني من غير محادثة بيننا. ثم اتفقوا على أن يذهب إثنان يجولان وتركوا واحداً عندي. يقول بعد ما غاب الاثنان بزمن سألت الذي عندي ماذا يريدون مني وكان يتجاهلني. ولكن بعد مدة إلتفت إلى وقال هل تستطيع أن تعدوا. هل فيك جهد؟ قلت نعم. فقال إننا اتفقنا على أكلك, ولكني كرهت ذلك بسبب أسنانك الملوثة. فاذا جاء رفيقي ولم يصطادا شيئاً فإنهما سيلتهمانك. فان كان كذلك سوف اطلق رباطك واهرب. بعد مدة وعند أفول الشمس, أقبل هذين الرفيقين وإذا بهما لم يصطادا شيئاً عندها فك رباطي. فقمت أهرول وأعدوا. وإذا بهما من خلفي يحاولان اللحاق بي. فجمعت قواي وكنت أقفز المسافة الطويلة في محاولة الهرب. وليس بمدة طويلة حتى غابت الشمس وأظلم الليل ومن شدة الركض وإذا بي أسقط في حفرة صغيرة وأغمي على. ولم أصح إلا من الغد. فما لبثت إلا قليلاً أحاول الاستماع إذا ما كان هناك أحد بالجوار. فإذا المكان هادئ. فخرجت من حفرتي وذهبت مسرعاً إلى قريتي مباشرة بما ملكت من قوة لأصل إلى أهلي سالماً وفعلاً كان ذلك.
الجوع المدقع
Comments Off on الجوع المدقع