في رمضان عام 1434 هجري كنت خارج المملكة العربية السعودية, في هذه السنة قال علماء الفلك بأن هلال العيد سيغيب قبل الشمس من يوم الثلاثاء 28 رمضان الموافق 6/8/2013 ميلادي, ويولد هلال العيد (شوال) يوم الأربعاء قرابة الساعة 12:51 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة. لكنه سيتعذر رؤية الهلال عند الغروب وذلك لأنه بزاوية قريبة من الشمس. وهذه الزاوية تكون أقل من 6 درجات وهي الزاوية المتعارف عليها عند الفلكيين بأنها الزاوية التي لا يستطيع الشخص العادي رؤية القمر لقربه من الشمس. وفي يوم الخميس يستطيع الشخص العادي رؤية الهلال بشكل واضح.
في السعودية:
طلبت المحكمة العليا في المملكة العربية السعودية يوم 28 رمضان من عموم الناس تحري هلال العيد في ذلك اليوم. وأحدث ذلك جدلاً واسعاً أيضاً في أواسط الناس, هل سينقص الشهر؟ علماً أن الفلكيون أخبروا أن القمر سيغيب قبل الشمس في ذلك اليوم بحوالي نصف ساعة! رغم هذا الإعلان إلا أنه لم يثبت رؤية الهلال في ذلك اليوم (الثلاثاء). فلما كان يوم الأربعاء, رؤي الهلال في السعودية وتم إعلان أن يوم الخميس هو غرة شوال وأول أيام العيد. وكان الفلكييون متوافقون مع هذه الرؤية حيث كانوا يقولون بأن القمر سيغرب بعد الشمس في يوم الأربعاء ببضع دقائق بتوقيت مكة المكرمة. ولكن كان خلافهم هو صعوبة رؤية الهلال بالعين المجردة.
أحدث هذا الإختلاف جدلاً واسعاً بين المسلمين في ذلك البلد. وهو أن القمر حسابياً غاب بعد الشمس ولكن بالعين المجردة لا يمكن رؤيته. ولكن غالب الجماعات الإسلامية في ذلك البلد لم تعتبر حسابياً وانتظرت إلى الغد حتى يتم مشاهدته بالعين المجردة. علماً أنه كانت هناك فتاوى كثيرة من علماء السعودية تخبر الموجودين خارجها بأن يتبع جماعة المسجد الذي يصلي فيه, وفعلاً تم رؤية الهلال بشكل واضح مغرب يوم الخميس. وأعلن يوم الجمعة أول أيام شهر شوال.
المهم: في نهار ذلك اليوم (الخميس) كنت أرى صور العيد تأتي من الأهل والأصدقاء في السعودية وأنا صائم. فكنت أعيش جدلاً داخلياً حول حكم صيامي لهذا اليوم؟ أصوره بالمثل القائل بين المطرقة والسندان. بين مطرقة حرمة صيام يوم العيد وسندان حرمة إفطار يوم رمضان. ولكن العزاء كان, أن أغلب الجماعات الإسلامية في تلك البلد كانت صائمة في ذلك اليوم.
*صورة من صور إختلاف أمتنا في أمور دينها