يقول أحدهم, كنت في يوم من الايام ذاهباً الى مكة وفي الطريق “لفيت” (زرت) على قوم وكان لهم شيخ كبير يسمعون كلامه وله وقار بينهم. حيث في الزمن القديم لم يكن هناك شقق او فنادق او مطاعم. المهم يقول حضرت صلاة المغرب فتوضأنا وذهبنا للمسجد فأم بنا ذلك الشيخ وقرأ في الركعة الاولى سورة الاخلاص ولما خلص الى الثانية قرأ كذلك سورة الاخلاص. فاستغربت منه فعل ذلك. وفي صلاة العشاء كرر نفس الفعل من قراءة سورة الاخلاص, فقلت في نفسي أحادثه لاحقاً مثلاً في آخر الليل لما اكون انا ومضيفي الشيخ لوحدنا اساله عن ذلك. وفي المساء لما اصبحوا لوحدهم سال الشيخ عن سر قراءة سورة الاخلاص في الركعتين في الصلاتين. فأخبره الشيخ أنه لا يوجد معه الا هذه السورة من القرآن فقال له ما رأيك في أن أعلمك سورة قصيرة تقرأها في الركعة الثانية. فرفض الشيخ ذلك وبشدة فعلى الفور قرأت له سورة الكوثر. فلما سمعها الشيخ قال (هااااه) وطلب مني الاعادة. فلعلها اعجبته (السورة) فقمت بقرائتها له مرتين او ثلاث لكي يحفظها. فلما كانت صلاة الفجر أم الشيخ المصلين وقرا سورة الكوثر ولعله تلعثم بها فقال (الحق علينا يالمطوع). فقرات له السورة فاتمها في الركعة الثانية قرأ سورة الاخلاص. المهم, ذهب هذا الرجل الى مكة وفي طريق العودة قرر زيارة هذا الشيخ ورؤية ما فعله مع السورة. فلما وصل الى مكان الشيخ وقد حضرت صلاة العشاء أم شيخ القوم المصلين وقرأ في الاولى الاخلاص فقال الرجل لعله يقرأها في الثانية. وفي الركعة الثانية قرأ سورة الاخلاص فاستغرب الرجل من فعله وقال لعله نسيها. فلما كان المساء وصاروا لوحدهم سأل الشيخ ما بالك لم تقرا سورة الكوثر. فقال له الشيخ أن له جماعة أخرى ياتون من بعيد لاداء الصلاة معه جماعة. فلما اعطيتني هذه السورة أصبح لدينا متسع من السور فعلمتها لاحدهم وقلت له صل بجماعتك بهذه السورة ولا يحتاج ان تأتوا للصلاة لدينا وبذلك لم يتبقى لي الا سورة الاخلاص خاصتي.
قصة شيخ القوم وسورة الإخلاص
Comments Off on قصة شيخ القوم وسورة الإخلاص