لماذا الموت؟

      Comments Off on
لماذا الموت؟

في الدين الإسلامي الموت هو الانتقال من مرحلة الحياة في الحياة الدنيا إلى مرحلة الحياة في البرزخ (القبر). وفيها يرى الإنسان موقعه في الحياة الآخرة، حتى يبعث يوم القيامة ليستقر في النهاية إلى جنة أو نار (والعياذ بالله).

في هذا المقال لن نخوض في المجال الديني أو الأخروي لمسألة الموت وإنما سنتطرق إلى مسألة الموت في الحياة الدنيا.

الموت هو عبارة عن انتهاء حقبة زمنية معينة والانتقال إلى مرحلة أخرى، بأفكارها وثقافتها وكل ما فيها. مثل المؤسسات العامة عندما ينتهي عمل رئيس المؤسسة ويبدأ آخر. هذا الجديد سيحدث تغيير على المؤسسة للصالح أو الطالح. مما يعني استمرارية المؤسسة للتأقلم والعيش مع متغيرات الحياة.

فالإنسان في صغره يكون متحمساً للتعلم ثم للتجربة فالممارسة. وعند الكبر يكون التغيير قليل جداً أو يكاد يكون معدوماً. وقد قيل: أن التغيير في حياة البشر كان يحدث كل ٢٠ سنة. لذلك حياة الانسان تتغير مع تغير مراحله العمرية. ففي العشرين يكون في مرحلة المراهقة. وفي الأربعين مرحلة أزمة منتصف العمر. وفي الستين مراهقة متأخرة، وهكذا تكون الحياة. مع التطور الجديد في التقنية أصبح التغيير يحدث في زمن أقل وقد يكون بالسنوات. في المختصر، الموت من أسباب التطور في الحياة. فعندما نموت نفسح المجال للجيل الجديد بأن يبدأ حياته ويعيش معها بمعطياتها الجديدة. وقد قال الشاعر زهير بن أبي سلمى: سئمت تكاليف الحياة ومن يعش … ثمانين حولا لا ابا لك يسأم. فباعتقادي أن الموت سبب من أسباب التطور الذي نعيشه في حياتنا اليوم. فمثلاً كثير من الأفكار كانت تعارض، فقط لمجرد أنها كانت تخالف ما كان سائداً في ذلك الوقت (ما تعارف عليه الناس أو ما اصطلح عليه الناس). فلما ذهب الناس الذين عاشوا في تلك الفترة تغيرت الأفكار والسبل. فأصبحت الأفكار المثبتة والصحيحة هي السائدة والأفكار المعارضة أو النشاز في مهب الريح.